Showing posts with label بحر الهوى. Show all posts
Showing posts with label بحر الهوى. Show all posts

Saturday, September 26, 2009

بـحـر الـهــوى








هذه قصيده كتبتها في عام 1998


ظلت بين أوراقي متوارية


تخبيء في طياتها حزني على صاحبتها


صديقتي نوير رحمها الله


توفت قبل عرسها يبومين


وكانت كلماتي لترسم فصلاً من قصتها الأليمة


أظن أنه آن الأوان لتظهر للعلن


بعد مرور أكثر من عشر سنوات عليها













وقفت على بحر الهوى أناجيه
وأسـألـه لعل قلبي يجـد مبـغاه


فأرتاح وتسكن نفسي راضية
ويهدأ عقلي في قبر هو مثواه


لم يا بحر تركتني أجن فأهـوى
وأنت تعلم أن كفن القلب هواه


لم تركت الأيام تمضي مسرعةً
ودهري يغدق على نفسي شقاه


لـم أغـمـضـت جـفـنـيـك عـنـي
فمضى عمري طريق الشوك مجراه


ألـم تـذكـر أحاسـيـسي وأوهـامي
بـأن لقـلـبي قـلـباً عاشـقا تمـناه


وكــــيــف كـــنــت مـتـيــمة بـه
وأشعر كطـفل صغير حين ألـقـاه


أتذكر حـيـن تـغـزل بـشــــــعري
وتمتم يا لهذا الـذهـب ما أنـقـاه


إذا كــنــت لا تــذكــر شــعــري
فإني أحفظ ما نظمت في مزاياه


وكلما هب علي هبـوب الـنــوى
أجـد شذىً مـن بقـــايـا لــقـيـاه


أحســسـت حنـانـاً دافـقاً نحوي
لا ينـاقض حـدة في عــينــاه


كـانـت عـيـنـاه لـي مسـكـنـاً
لطـالما ارتجيته قبل أن أهواه


أرى بــقــايــا مـن خـواطـره
تغنت بي وقـد كـنـت نـجـواه


آه كـم أحـس بلمسات كـفـيـه
لوجنتي وعيناي تعلقتا بعيناه


وأشـعـر بـه وهـو يـضـمـنـي
لصـدر حـنـون دافـئٍ مبـقـاه


ويهـمس لي بأني مـلـيـكـتـه
وأني ملاذه في ضيقه وسلواه


ويقـبل جبيني ويحـكم ضمـته
فيقــفز قلـبي ويحن لمن ناداه


فكيـف أنـسى عمــراً طــويلاً؟
أحصيته إلى أن هـجـر فأفـناه


أمـاه أأنسى عشـقاً تـمـلـكـنـي؟
بـربـــك ردي عـلــي أمـــــاه


أأهـنـأ بـعــد أن فـتــنـت بــه؟
ومن فتــن بـه لابد لا ينـسـاه


أجبني يا بحر مالك تظل صامتاً
وحنين وشوق كانا لقلبي ناراه


أأستطـيـع أن أنـسى سجـايـاه؟
أو بسـمة تشـرق بيـن ثنـايـاه؟


هـذا قـلـيـل مـن لـوعة دهـري
فكيــف إذا بــانــت خــفــــايــاه


أجبني بربــك يا بحـر الهــوى
كـيـف لي بمسـيـر درب جـفـاه


كيـف تهـون رعشـات لقلــبـي
يوم أن أحس ببعض من نواياه


ويـحـــك لــم لا تــجـيـب نـداي
ونفسي تهيم وقلبي يبثك شكواه


فأنظر طويلاً ووجدي وشوقـي
يزيــدان بحرق قلبي ما أضنـاه


فـأرى البــحـر تجـهم وجــهــه
وبانت حيرة تنذر على محيـاه


فيهيج ويرعد بأمـواجـه هرباً
مـنـي إلــى أن يـبــلـغ مــــداه


ويـتـركـنـي وقـلـبي معـلق بـه
ونفسي ترتعش لا تنفك تنهـاه


عـد إلي بربـك يابـحر الهــوى
وأجبني بما كانت نفسي تبـغاه


فلا يعـود حبـيب جـفـى روحـي
ولا حتى بحر الهوى ما أقسـاه


وأظل أصيح إلى غروب شمسي
وصوتي لا يجد مجيباً له إلا صداه